بلدي نيوز – (متابعات)
بدأ في دمشق قبل أيام، عرض فيلم "رجل الثورة"، للمخرج الموالي "نجدت أنزور"، ولعلها ليست مصادفة أن يتزامن العرض مع تعرض سكان الغوطة لهجمات بغاز الكلور السام من جانب النظام بحسب ما ذكرته صفحات ناشطين ومنظمات حقوقية عالمية، وسط انتقادات كثيرة من مثقفين وناشطين معارضين، بسبب طريقة تناول الفيلم لمجازر الكيميائي.
يأتي فيلم "رجل الثورة" ضمن سلسلة من إنتاجات المؤسسة العامة للسينما التي سخرتها وزارة الثقافة بعد الثورة لإظهار النظام في وضع البريء، المعتدى عليه، وتصوير الثوار على أنهم إرهابيون دمروا البلاد، وأنهم ينفذون مخططاً صهيونياً إمبريالياً، مقابل حفنة من الدولارات تدفعها دول عربية يصفها إعلام النظام بأنها (رجعية).
ووفق ما نقل موقع "حرية برس"، تدور أحداث الفيلم خلال سنوات الثورة في سورية، بشكل متزامن مع مجزرة الكيميائي في "خان شيخون" التي راح ضحيتها عشرات المدنيين، ويروي قصة الصحافي الأجنبي الذي يلعب دوره الفنان الموالي سيف الدين سبيعي، بعد دخوله بصورة غير شرعية إلى سورية عن طريق لبنان، بحثاً عن قصص ينشرها عن الواقع السوري.
ولكن ما يفاجئ الصحافي "بحسب رواية الفيلم" الأمان الذي يسود المدن السورية!، بعكس ما ينقله الإعلام الغربي، ما يدفع الصحافي للانخراط في صفوف مقاتلي المعارضة ليشارك في صنع الأخبار، ويظهره الفيلم على أنه أحد المشاركين في مجزرة الكيميائي في خان شيخون، في إشارة إلى أن النظام بريء منها ومن غيرها من حالات استخدام الكيميائي الموثقة من قبل الأمم المتحدة نفسها، وتأكيد اتهام النظام للثوار بارتكاب هذه المجازر، بغية كسب تأييد المجتمع الدولي.
وكان بشار السبيعي، شقيق سيف الدين السبيعي (بطل العمل) وهو معارض للنظام، قد كتب عبر صفحته في فيسبوك منتقداً الفيلم، وقبول أخيه بلعب دور البطولة، واصفاً أخاه بأنه أسوأ من المخرج نجدت أنزور، واتهمه بـ"النذالة".
وكتب بشار سبيعي على فيسبوك: "لم أتفاجأ من وجود المخرج نجدت أنزور على رأس العمل، فهو معروف بأنه رجل النظام الأول المشارك في المذبحة السورية، الذي يجب محاكمته إلى جانب معلمه بشار الأسد، وباقي الجوقة".
وأضاف: "لكن مفاجأتي كانت بمشاركة أخي سيف الدين الذي تفوق على أنزور في النذالة، وانحدر بأخلاقه الفنية إلى هذا المستوى من الوضاعة في التضليل الإعلامي المدفوع والمأجور لنظام مجرم يقتل ويهجر شعبه منذ سبع سنوات".
واختتم سبيعي تدوينته التي لقيت تفاعلاً ملحوظاً بقوله "يا حيف".
واعتبر أن الفيلم يسيء لرجال الدفاع المدني في سورية (القبعات البيضاء) ويظهرهم على أنهم إرهابيون، وخاصة بعد ترشيح فيلم "آخر الرجال في حلب" للمخرج فراس فياض، لنيل جائزة الأوسكار عن فئة أفضل فيلم وثائقي.
كاتب الفيلم، "حسن م يوسف" المعروف بولائه الشديد لنظام الأسد، قدم حوارات الفيلم كلها باللغة الإنكليزية. وأراد "أنزور" أن يسوغ ذلك، فزعم أن الجمهور السوري يعرف الحقيقة، وأنه يريد أن يوصل (الحقيقة) إلى العالم كله.
وسبق لأنزور أن أخرج فيلماً عن معركة سجن حلب المركزي بعنوان "رد القضاء" عام 2016 وقد أظهر فيه السجناء نادمين على محاربة النظام، وأنهم قد غرر بهم، وهم ينوون القتال إلى جانب قوات النظام، لدحر "داعش".
يذكر أن المخرج "نجدت أنزور" قد كرمه نظام الأسد نظير خدماته السينمائية القاتلة، بمنحه عضوية "مجلس الشعب" التابع للنظام، وهو يشغل منصب نائب رئيس المجلس.